منتدى الحوار مع التراث الإسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الحوار مع التراث الإسلامي

هذا المنتدى هو الموقع الرسمي للباحث الحسن محمد ماديك المتخصص في القراءات العشر الكبرى منذ سنة 1989هـ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حوار مع التنظيمات السرية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحسن محمد ماديك
Admin



عدد الرسائل : 25
العمر : 61
الموقع : منتدى الحوار مع التراث الإسلامي
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

حوار مع التنظيمات السرية Empty
مُساهمةموضوع: حوار مع التنظيمات السرية   حوار مع التنظيمات السرية Emptyالأحد أغسطس 03, 2008 3:08 am

حوار مع التنظيمات السرية

إن الله أرسل خاتم النبيين محمدا  بالقرآن ولا يزال القرآن غضا طريا كما أنزل ومنه قوله  فاصدع بما تؤمر  الحجر 94 ومن المثاني معه قوله  فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء  الأنبياء 109 ويعني أنه  لم يخف عن بعض الناس رسالة الله إليهم وإنما صدع بها وجهر ليستوي الجميع في العلم بها وهو مدلول الإيذان على سواء ، ومن زعم أن رسول الله محمدا  كانت له تنظيمات سرية يسر إليها بعض رسالته ويخفيه عن العامة فليأت ببرهان من القرآن أكثر وضوحا من حرفي الحجر والأنبياء وأقرب إلى هدي النبيين من قبل وإلا فقد أعظم الفرية .
إن حرف الحجر يعني الأمر بوجوب إعلان أن الأوثان لا تضر ولا تنفع وأن الناس في ضلال مبين إن لم يهتدوا إلى أن محمدا  مرسل من ربه بالقرآن ، وهي الحقائق الكبرى التي أخفى إعلانها عن جمهور أهل مكة وحدث بها خواصه قبل نزول حرف الحجر .
ويعني حرف الأنبياء أن النبي الأمي  قد أبلغ رسالته وهي القرآن علنا لكل الناس سواء منهم المؤمنون الذين اتبعوه والكفار الذين تولوا عنه .
ويحتج أصحاب التنظيمات السرية بأن إقامة الخلافة واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولست أدري من أين علموا وجوب إقامة الخلافة على المسلم المغلوب على أمره كما ناقشت في فقه المرحلة وبحثي حوار مع الأصوليين ، وهل يصح اعتقاد أن النبيين والرسل الذين لم يستخلفوا ومنهم نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وعيسى ومثل هود وصالح وشعيب قد تركوا واجبا .
ولم يكن من تفصيل القرآن أن نبيا أو رسولا أنشأ تنظيمات سرية وإذاً لكان موسى وهارون أولى الناس بها لإنقاذ شعبهما المستضعف من الإبادة الجماعية التي قهرهم بها فرعون وقومه .
إن قوله :
  قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني  يوسف 108
  يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه  الأحزاب 45
  الـر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد  إبراهيم
  ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه  المائدة 16
  وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله  النساء 64
  وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا  السجدة 24
  وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات  الأنبياء 73
لتعني أن الدعوة إلى الله ليست عملا يختاره المسلم لنفسه يدعو كيف شاء .
وإنما كان الرسول النبي  يدعو إلى الله على بصيرة أي بوحي من الله إليه يرشده ويأمره بتكليف الله ، وأرسله الله داعيا إليه بإذنه أي أن الله أذن له بالدعوة إليه وأذن له كذلك في أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور وأذن للناس في طاعته كما في حرف النساء .
وهل يستطيع الدعاة أو قادة التنظيمات السرية والجهادية ادّعاء أن الله قد أذن لهم في دعوة الناس وقيادتهم وأذن للناس في طاعتهم ؟
إن قوله  وداعيا إلى الله بإذنه  ليعني أن سيكون دعاة بغير إذن الله وهكذا أصبحوا يدعون إلى الله على غير بصيرة وبغير إذنه .
إن الخطأ المنهجي الذي وقع فيه قادة التنظيمات السرية أن كلا منهم قد جعل من نفسه وصيا على الملة والأمة أي شرع لنفسه وللأمة أنه هو خليفة رسول الله  في أمته ، وهكذا اضطرب الأمر بتعدد الخلفاء قادة التنظيمات السرية ، يتنازعون الأمة لتصبح بين قادة متشاكسين مختلفين ، كل منهم يرى نفسه ـ تزكية منه لنفسه ـ هو الآمر الذي يجب على جماعة المسلمين مبايعته وطاعته .
ولن يسلم له الزعم أن الله أذن للناس في طاعته كما في قوله  وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله  النساء 64 أي أن الله أذن للناس أن يطيعوا رسوله إليهم ولا يتخلفوا عنه ولا يعصونه ، وأنى لهم الرشد حين يتخلفون عن السمع والطاعة لمن يدعو إلى الله على بصيرة أي بالوحي المنزل عليه ، ومنه أن الله أذن له في دعوة الناس وأن يعلمهم الكتاب والحكمة وأن يزكيهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه .
وكان حريا بالأمة وبالأمناء على الملة وهم خواصها الذين درسوا الكتاب المنزل وتعلموا من الحديث النبوي أن ينشغلوا في تعليم الناس الكتاب المنزل والحديث النبوي وتدارسهما فلعلّ مبلغا ـ بصيغة اسم المفعول ـ من المتأخرين أوعى من مبلغ ـ بصيغة اسم الفاعل ـ وأفقه ممن حمل إليه نصوص الوحي .
ومعلوم إعلان هذه الكلية الكبرى في حجة الوداع في يوم النحر كما أخرج البخاري في الحديث رقم 67 في كتاب العلم باب قول النبي  رب مبلغ أوعى من سامع ، بسنده إلى أبي بكرة ذكر النبي  قعد على بعيره وأمسك إنسان بخطامه أو بزمامه قال : أي يوم هذا ؟ فسكتنا حنى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه قال أليس يوم النحر ؟ قلنا بلى ، قال فأي شهر هذا ؟ فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس بذي الحجة قلنا بلى قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من من هو أوعى له منه .
ورواه مسلم 1679 وهو من مكررات البخاري وقد استوفيت ما استطعت وتفرغت هذا الحديث في بحثي وجوب مراجعة التراث الإسلامي .
إن قوله  كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله  عمران 110 وقوله  لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس  النساء 114 وقوله  وافعلوا الخير الحج 77 لظاهر الدلالة على الأمر بأعمال البر وإشاعتها بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لن تستطيع التنظيمات السرية تمثله .
ولأنني لا أدعي موافقة الحق وإنما البحث عنه ولأنني لا أتهم قادة المنظمات الجهادية في المقاصد والنيات فإني أرجوهم قراءة الأحاديث النبوية التالية والإجابة عن تساؤلاتي :
الحديث الأول : أخرج البخاري في صحيحه في كتاب المغازي باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي الحديث رقم 4300 عن أبي عبد الرحمان عن عليّ قال : بعث النبي  سرية فاستعمل عليها رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه فغضب فقال أليس أمركم النبي  أن تطيعوني قالوا بلى قال فاجمعوا لي حطبا فجمعوا فقال أوقدوا نارا فأوقدوها فقال ادخلوها فهمّوا وجعل بعضهم يمسك بعضا ويقولون فررنا إلى النبي  من النار فما زالوا حتى خمدت النار فسكن غضبه فبلغ النبي  فقال : "لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة الطاعة في المعروف "
وهو كذلك في صحيح البخاري كتاب الأحكام باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية وأخرجه مسلم 1840
وفي صحيح البخاري كذلك في كتاب أخبار الآحاد باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الحديث رقم 7257 ... فذكروا للنبي  فقال للذين أرادوا أن يدخلوها " لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة وقال للآخرين لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف ".
الحديث الثاني : "وإن حاصرت حصنا فأرادوك أن ينزلوا على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ، ولكن أنزلهم على حكمك ، فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ؟ ثم اقض فيهم بما شئت " وتقدم سياقه .
والتساؤلات هي :
1. أرأيتم جدلا لو كانت جهودكم وجهادكم في هذه المرحلة وعملياتكم الانتحارية ليست من المعروف في الكتاب المنزل والأحاديث النبوية أفلا تكونون قد جعلتم أنفسكم ومتبوعيكم كمثل الذين أرادوا أن يدخلوا النار التي أمرهم أميرهم الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة السهمي وهو أمير سرية بعثها رسول الله  الذي أفتاهم يوم رجعوا إليه بأنهم لو دخلوا النار التي كلفهم أميرهم الدخول فيها لكانوا من المعذبين في نار اليوم الآخر ؟
2. أرأيتم من لا يستطيع شرعا أن ينزل عدوه على حكم الله هل يتأتى له إعلان الجهاد والقتال في سبيل الله ؟
أقول : أدعوكم قادة التنظيمات السرية والجهادية إلى التوبة وإعلانها للناس على سواء للنجاة من عذاب الله ومن ظلم الافتراء على الله أنّ ما تقومون به من تنظيمات وعمليات انتحارية وحرابة هو دين الإسلام وإني لأعجب إن كنتم أفقه في دين الله من الرسل والنبيين الذين لم يعملوا مثل عملكم هذا ، وسيوفق الله للتوبة من دخل ابتداء في التنظيمات السرية والجهادية بحثا عن الحق ليتخلى عنها إذا أبصر الحق في غيرها .
الحسن محمد ماديك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhewaralaslami.banouta.net
 
حوار مع التنظيمات السرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الحوار مع التراث الإسلامي :: منتدى الحوا ر مع التراث الإسلامي :: المنتدى الأول :: الحوار حول فقه المرحلة-
انتقل الى: