منتدى الحوار مع التراث الإسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الحوار مع التراث الإسلامي

هذا المنتدى هو الموقع الرسمي للباحث الحسن محمد ماديك المتخصص في القراءات العشر الكبرى منذ سنة 1989هـ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مقدمة التفسير ج1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحسن محمد ماديك
Admin



عدد الرسائل : 25
العمر : 61
الموقع : منتدى الحوار مع التراث الإسلامي
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

مقدمة التفسير ج1 Empty
مُساهمةموضوع: مقدمة التفسير ج1   مقدمة التفسير ج1 Emptyالأحد أغسطس 03, 2008 12:05 pm

من أصول التفسير

مدلول لفظ الكتاب ولفظ القرآن

إن الكتاب والقرآن في كلامنا لفظان مترادفان لدلالة كل منهما على ما بين دفتي المصحف ، وهو الكتاب أي المكتوب ، وهو القرآن أي المقروء ، ولإثبات قصور هـذا الإطلاق في كلامنا فإن من تفصيل الكتاب أن قد وردت للفظ الكتاب في المصحف عشرة معان بل أكثر سأذكر منها في هـذا المقام تسعا :
أولاها : بمعنى المكتوب كما في قوله :
•  ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله  البقرة 235
•  والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم  النور 33
•  وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب  عمران 78
•  اذهب بكتابي هـذا  النمل 28
ولا يقع شيء منها على الكتاب المنزل من عند الله على الرسل والنبيين .
ويعني حرف البقرة أن على المتربصة بنفسها أربعة أشهر وعشرا إن لم تكن من أولات الأحمال أن تكتب يوم ابتدأت العدة ليبلغ الكتاب أجله المعلوم وهو انقضاء العدة ، ولكأن العدة دين عليها ووجبت كتابة الدين كما في قوله  ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله  البقرة 282 .
ويعني حرف النور أن على المكاتب أن يجعل لنفسه أجلا معلوما يفتدي به من الرق وليكتب ذلك الأجل يوم ابتدئ العقد .
ويعني حرف آل عمران أن الذين يلوون ألسنتهم بما كتبوه من عند أنفسهم إنما هو من عند أنفسهم لا من عند الله كما في قوله  لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب  عمران 78 أي ليس هو من الكتاب المنزل من عند الله .
ويعني حرف النمل أن الكتاب الذي حمله الهدهد إلى ملكة سبإ هو رسالة سليمان المعلومة .
وثانيها : بمعنى الفريضة على المكلفين كما في قوله  إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا  النساء 103 أي فريضة فرضت عليهم في أوقات معلومة ، وقوله  والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم  النساء 24 يعني أن تحريم المذكورات فريضة من الله عليكم ، وكذلك دلالة قوله  كتب عليكم الصيام  البقرة 183 وقوله  كتب عليكم القصاص  البقرة 178 وشبهه أي فرض عليكم .
وثالثها : اللوح المحفوظ كما في قوله :
•  ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير  الحديد 22
•  قال فما بال القرون الأولى قال علما عند ربي في كتاب  طـه 51 ـ 52
•  فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب  الأعراف 37
ورابعها : الصحف التي سيؤتاها يوم يقوم الحساب صاحب اليمين بيمينه وصاحب الشمال بشماله وأشقى منه وراء ظهره كما في قوله :
•  فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا  الانشقاق 7ـ8
•  وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه  الحاقة 25
•  وأما من أوتي كتابه وراء ظهره  الانشقاق 10
ويعني الأعمال الفردية التي لم يشترك معه غيره فيها .
وخامسها : بمعنى الظرف المكاني الذي تنتقل إليه الأرواح والصور الرقمية المستنسخة من الأعمال بعد الموت ، أما أرواح الأبرار بعد موتهم فيصعد بها إلى عليين بعد أن تفتح لهم أبواب السماء فيجدون أمامهم أعمالهم الصالحة مستنسخة تعرض عليهم كأنما هي كتاب مرقوم أي لا يفرقون بينها وبين ما عملوه في الدنيا أي هي صور مستنسخة من الأصل رقمية كما في قوله  كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون  التطفيف 18 ـ21 ، وكذلك يشهد أي يحضر المقربون في عليين أرواح الأبرار بعد موتهم حين صعودها إلى عليين فيسأل الأولون منهم اللاحقين عمن تركوا خلفهم من الأهل والأصحاب كما في الأحاديث النبوية التي بيّن بها النبي الأمي  حرف التطفيف .
وأما أرواح الفجار بعد موتهم فيهبط بها إلى أسفل في سجين في أعماق الأرض فيجدون أمامهم أعمالهم السيئة مستنسخة تعرض عليهم كأنما هي كتاب مرقوم أي هي صور رقمية مستنسخة من الأعمال في الدنيا كما في قوله  كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم  التطفيف 7 ـ9
وسادسها : كتاب كل أمة يوم القيامة كما في قوله :
•  وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هـذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون  الجاثية 28 ـ 29
•  ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون  الزمر 69
•  ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهـذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا  الكهف 49
ويعني الأعمال الجماعية التي اشترك فيها اثنان فأكثر كتسعة رهط الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون يوم تحالفوا وتقاسموا أن يغتالوا صالحا رسول الله .
وتعني دلالة لفظ الكتاب الخامسة والسادسة وقوعها على ما ينظر إليه ويعرف ولو كان صورا معروضة وكما وصفته آنفا أنه الظرف المكاني الذي تنتقل إليه الأرواح وصور الأعمال بعد الموت ، وإنما احترزت بهذا الوصف من دلالة لفظ الكتاب على الحروف المكتوبة المقروءة وظرفها المكاني الذي يجمعها ويشملها وهي الصحف .
وسابعها : الكتاب الذي أوتيه جميع النبيين والرسل قبل التوراة كما في قوله :
•  كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه  البقرة 213
•  وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة  عمران 82
•  لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان  الحديد 25
•  ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم  البقرة 129
•  ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا  الفرقان 35
ولا يخفى أن كثيرا من النبيين والرسل كانوا قبل التوراة التي أوتيها موسى ومنهم إبراهيم وإسماعيل ، ولا يخفى أن حرف الفرقان يعني أن كتابا قد أوتيه موسى قبل رسالته إلى فرعون فهو كالذي أوتيه كل نبي ورسول قبل النبي الأمي  ، ولا يعني حرف الفرقان التوراة التي أوتيها موسى بعد إغراق فرعون وجنوده ، ولا يخفى أن عيسى قد علمه ربه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل مما يعني المغايرة وأن لكل من الأربعة مدلول خاص به وإلا لزم القول بأن للتوراة والإنجيل مدلول واحد وهو ظاهر الفساد والسقوط .
وثامنها وقوع لفظ الكتاب على التوراة أو الإنجيل أو هما معا كما في قوله :
•  وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب  الإسراء 4
•  فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك  يونس 94
•  أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين  الأنعام 156
•  وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل  المائدة 110
•  ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل  عمران 48
وكذلك حيث اقترن لفظ الكتاب بموسى سوى حرف الفرقان وحيث ورد لفظ أهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب .
ولن يصح إبدال لفظ الكتاب في الأحرف المذكورة وشبهها بلفظ القرآن لأن للقرآن دلالة أخرى لا يصح إيرادها في غيرها كما يأتي تحقيقه .
وتاسعها الكتاب المنزل على خاتم النبيين  كما في قوله :
•  نزّل عليك الكتاب بالحق  عمران 2
•  إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله  النساء 105
•  وهـذا كتاب أنزلناه مبارك  الأنعام 92 ـ 155
•  لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون  الأنبياء 15
•  إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق  الزمر 41
إن الكتاب الذي أوتيه النبيون والرسل قبل التوراة لا اختلاف بينه وبين الكتاب الذي تضمنه كل من التوراة والإنجيل والقرآن ، لأن التوراة قد حوت الكتاب وزادت عليه نبوة موسى ، وحوى الإنجيل الكتاب وزاد عليه نبوة عيسى ، وحوى القرآن الكتاب وزاد عليه نبوة خاتم النبيين  ونبوة النبيين قبله كما في قوله  وأنزلنا إليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه  المائدة 48 .
وإنما علم الرسل والنبيون قبل التوراة الكتاب غيبا فكانوا يعلّمون أممهم منه بقدر استعدادهم للتلقي ثم أنزل الله الكتاب مع موسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم وتعبد الناس بدراسته ودرايته .
إن الكتاب هو ما تضمن المصحف من الإيمان بالله رب العالمين ، وما تضمن عن العالمين كخلق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما ، وتدبير أمر الخلق كله ، وما حوى من النعم في الدنيا ومن وصف مخلوقاته وكذا المؤمنون والكفار والمشركون والمنافقون ، وما حوى من التشريع أي الخطاب الفردي والجماعي ، ومن التكليف لسائر العالمين ، وما تضمن عن الحياة والموت والقدر كله والبعث والحساب والجزاء بالجنة أو النار .
وأما القرآن فهو ما حوى المصحف من القصص والذكر والقول والنبوة والأمثال ومن الحوادث التي وعد الله أن تقع بعد خاتم النبيين  قبل النفخ في الصور .
وهكذا كان من تفصيل الكتاب أن قوله :
•  إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس  النساء 105
•  إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين  الزمر 2
•  ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء  النساء 127
•  وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم  البقرة 231
قد تضمن لفظ الكتاب لاشتماله على الحكم بين الناس وعلى الأمر بالعبادة وعلى الأحكام الشرعية التي شرع الله للناس ، ولو أبدل لفظ الكتاب بلفظ القرآن في الآيات المتلوة المذكورة لانخرم المعنى كما سيأتي .
إن عاقلا أو مغفلا لن يقول إنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم سيعدمه ويعيد خلقه كما خلقه أول مرة ، وكان حريا بالناس أن يفهموا الكتاب لوضوحه وهل في الله فاطر السماوات والأرض شك ؟ ومتى احتاج الأمر بالصلاة والزكاة وسائر التكاليف إلى تدبر ، وإنما هي تكاليف من رب العالمين فمن شاء زكى نفسه بها ومن شاء دساها بالإعراض عنها .
وكان من تفصيل الكتاب أن قوله :
•  وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم إذ قال موسى لأهله امكثوا إني آنست نارا  النمل 6 ـ 7
•  نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هـذا القرآن  يوسف 3
•  وأوحي إلي هـذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ  الأنعام 19
•  ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر  القمر 17 ،22 ، 32 ، 40
•  فذكر بالقرآن من يخاف وعيد  خاتمة سورة ق
•  ولقد ضربنا للناس في هـذا القرآن من كل مثل  الروم 58 الزمر 27
•  هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ  خاتمة البروج
وشبهه قد تضمن لفظ القرآن لاشتماله على القصص والوعد في الدنيا والذكر والأمثال ولو أبدل لفظ القرآن فيه بلفظ الكتاب لانخرم المعنى .
ولقد أدرك كفار قريش هـذا التفصيل وقالوا كما في قوله  وقال الذين كفروا لن نؤمن بهـذا القرآن ولا بالذي بين يديه  سبأ 31 أي لن يؤمنوا بالقرآن ذي الموعودات في الدنيا ولا بالكتاب ذي التكاليف التي على رأسها ترك الأوثان وعبادة الله وحده ، وذي الموعودات بالآخرة .

النسخ

إن كلا من الكتاب والقرآن كلام الله وليس من قول البشر كما هي دلالة قوله  ولو نزّلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين  الشعراء 198 ـ 199 ويعني أن لو كان الرسول بالقرآن أعجميا لا يتكلم اللسان العربي لقرأ القرآن على الناس كما نزّل على قلبه أي كما أقرئ تماما كما أضحى معلوما لكل الناس سماع الكلام من الأشرطة والأسطوانات التي لا تملك له تحريفا ولا تغييرا ، وهكذا أقرئ النبي الأمي  القرآن كما في قوله  سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله  الأعلى 6 ـ 7 وليس الاستثناء من الله حشوا ولا زيادة لا تعني شيئا سبحان الله وتعالى وإنما هو وعد سيتم نفاذه أي سينسى منه النبي الأمي  ما شاء الله وهو ما لم تتضمنه العرضتان الأخيرتان .
ولم يقع في القرآن نسخ سبحان الله وتعالى أن يخلف الميعاد وإنما القرآن ذكر وقصص وموعودات نبّئ بها النبي الأمي  ستقع قبل النفخ في الصور .
ولم يقع نسخ في موعودات الكتاب التي ستقع في الآخرة ولا في أسماء الله ومشيئته وتدبيره الأمر في السماوات والأرض .
إن قوله :
•  ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها  البقرة 106
•  وإذا بدلنا آية مكان آية  النحل 101
ليعني وقوع النسخ في التشريع خاصة من الكتاب المنزل ، وقد وعد الله أن يأتي بآية خير من الآية المنسوخة أي ينزلها ، وكان في كل آية مبدلة إصر أو تحريم وفي الآية البدل تخفيف وتيسير أو تحليل ، ألم تر أن قوله  وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون  الأنعام 146 يعني أن نبيا بعد موسى نزل عليه ذلك التحريم ، وأن قوله  ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم  عمران 50 يعني أن عيسى قد نزل عليه تحليل بعض ما حرم على بني إسرائيل كالذي تضمنه حرف الأنعام ، فالأول المنسوخ فيه إصر وتحريم والثاني البدل فيه تخفيف وتحليل ، وكذلك تضمن التشريع المنزل على النبي الأمي  مثل ذلك كما في نسخ شرب الخمر بقوله  يـأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون  المائدة 90 ـ 91 وذلك بعد الكراهة كما في قوله  ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون  النحل 67 ويعني أن من يعقل سيدرك أن الموصوف بالسكر ليس رزقا حسنا وإنما هو رزق قبيح وكذلك بعد قوله  يـا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون  النساء 43 ويعني أن السكر يذهب العلم والوعي والإدراك .
وكذلك تضمن التشريع المنزل على النبي الأمي  مثل ذلك كما في تكليف الواحد من المؤمنين وهو في ساحة المعركة أن يصبر ولا يولي الدبر ولو قاتله العشرة من الكفار بقوله  يـأيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون  الأنفال 65 ولا يخفى ما فيه من المشقة على البعض وقد نسخ بقوله  الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين  الأنفال 66 .
وكذلك تضمن التشريع المنزل على النبي الأمي  مثل ذلك كما في نسخ التكليف بفرض الإقامة الجبرية على الزانية مدى الحياة في منزلها كما في قوله  واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا  النساء 15 وقد نسخ بقوله  الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة  النور 2 ولا يخفى أن في الأول المنسوخ إصر ومشقة وفي الثاني البدل تخفيف وتيسير هو على الأمة خير من التكليف الأول الثقيل .

يتواصل
الحسن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhewaralaslami.banouta.net
 
مقدمة التفسير ج1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الحوار مع التراث الإسلامي :: منتدى الحوا ر مع التراث الإسلامي :: المنتدى الأول :: الحوار حول التفسير-
انتقل الى: